من معجزات خاتم الأنبياء
لقد أيد
الله - تعالي - رسوله محمداً - صلي الله عليه وسلم - بمعجزات كثيرة تأييدا
لدعوته وتصديقاً لنبوته يأتي في مقدمتها: القرآن الكريم معجزة الرسول
الدائمة إلي يوم القيامة والتي تحدي الله بها جميع الفصحاء والبلغاء ان
يأتوا بمثله فعجزوا ومنها: نبع الماء من بين أصابعه وهذه خصوصية ومعجزة لم
تحدث لنبي ولا لرسول من قبل. يقول جابر بن عبدالله الذي رأي بعينه هذه
المعجزة: عطش الناس يوم الحديبية. وليس معهم ماء يتوضأون منه أو يشربون
فأسرع الناس إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقال لهم: "مالكم"؟
فقالوا: ليس معنا ماء نتوضأ منه أو نشرب وكان بين يدي رسول الله - صلي
الله عليه وسلم - ركوة أي إناء من جلد - فيه قليل من الماء. فوضع الرسول
يده في هذا الإناء. فإذا بالماء يتفجر من بين أصابعه أمثال العيون. فتوضأ
الناس وشربوا. قيل لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا. كنا ألفا
وخمسمائة. وبهذا فإن الرسول - صلي الله عليه وسلم - قد جمع بين معجزتين:
معجزة نبع الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي. ومعجزة القرآن الذي جعل
الله منه كل قلب حي. جمع بين حياة الأبدان بالماء. وحياة القلوب بالقرآن".
ومنها:
أن الله عز وجل كلم نبينا محمداً - صلي الله عليه وسلم - دون وساطة جبريل
فوق سدرة المنتهي وفي المقام الأعلي ليلة الإسراء والمعراج. وحيا ربه
وحياه ربه. وهذا لم يحدث لنبي ولا لرسول من قبل. ورحم الله القائل:
لدي الطور موسي نودي اخلع .. وأحمد علي العرش لم يؤمر بخلع نعاله