كيف نكشف الأطفال المتفوقين وكيف نطورهم؟
* شنتماني كار
مَن هم الأطفال المتفوقون؟
يعد الأطفال الذين يمتلكون مستوىً عالياً من الذكاء والاتجاهات والمواهب
الخاصة متفوقين. فقد عرّف هاففهرست الطفل الموهوب أو المتفوق بأنه الطفل
الذي يظهر باستمرار أداءً متميزاً في أي نشاط أو مجال مفيد.
في علم النفس لا توجد خطوط صلبة أو حدود حاسمة أو سريعة لفصل مجموعات عن
أخرى، لأن الخصائص النفسية موزعة على مستقيم كبير ولذلك من الصعب جداً أن
يحدد العدد المناسب للمتفوقين. ولكن على كل حال إن علماء النفس قد حددوا
مجموعات المتفوقين جداً والمتفوقين في مجال حاصل الذكاء، علماً أن التصنيف
الذي يتم اتباعه واعتماده في هذا المجال غير متفق عليه تماماً أو بشكل
كامل كما هي الحال بالنسبة للحدود العليا والدنيا.
ولكن مَن هو المتفوق؟
إن المتفوقين هم أولئك الأطفال الذين
تضعهم قدراتهم العقلية في المستوى الأعلى لتوزع السكان. فالمتفوقون
دراسياً يمتلكون حاصل ذكاء قدره 130 فما فوق وهم يمتلكون قدرة معرفية
عالية وإبداعاً في التفكير والإنتاج وموهبة عالية في مجالات خاصة. بحيث
يمكن أن يكونوا في المستقبل حلالين للمشكلات ومبدعين للمعرفة ومقومين
للثقافة إذا تم تزويدهم بالخبرات التربوية المناسبة.
[B]خصائص المتفوقين:[/B]
ليس هناك شك في أن الطفل المتفوق عقلياً يظهر موهبة من خلال أدائه المتميز
في أي نشاط يستحق اهتمامه. ويتم تحديد هؤلاء الأطفال في المدرسة من قبل
معلميهم الذين يكونون قادرين على ذلك بملاحظة أدائهم ومراقبته.
هناك عدد من الأفكار الخاطئة بين الناس فيما يتعلق بخصائص الأطفال
الموهوبين والمتفوقين جداً. فمن الكاريكاتير والفولكلور يحصل الناس على
فكرة تقول إنهم صغار جسمياً في شكلهم وضعاف في نموهم. كما أنهم يمتلكون
فكرة قوية بأن الناس المتفوقين عقلياً حركيون وغير مستقرين وأحاديوا
الاتجاه ومرفوضون اجتماعياً، إلا أن معظمهم يبدون بأنهم راشدون عاديون
فيما يتعلق بالذكاء والتحصيل.
على كل حال ما من واحدة من الأفكار المذكورة أعلاه صحيحة، فلعقدين من
الزمن تم مسح مجموعات من الأطفال ودراستهم بشكل شامل وكامل، وقد تم اكتشاف
الصفات التالية في هذه الأبحاث:
1 ـ الصفات الجسمية:
تكشف الدراسات المختلفة للأطفال المتفوقين أنهم يمتلكون نمواً جسمياً فوق
المتوسط فهؤلاء الأطفال أكثر طولاً، وأثقل وزناً، وأفضل بناءً ونمواً من
غيرهم من الأطفال. أما صحتهم العامة فتكون فوق المتوسط وتستمر كذلك حتى
الرشد. وأما نسبة وفيات الأطفال والجنون فقد وجد أنها منخفضة عند هؤلاء
الأطفال المتفوقين، وأنهم يمتلكون أيضاً تناسقاً وضبطاً جيدين للعضلات.
ففي دراسة بالدوين التي أخذ خلالها ماييس 594 طفلاً من مجموعة ترمان
للمتفوقين (والتي كان حاصل ذكائها بين 130 و 189) بدا أولئك الأطفال
متفوقين على المجموعة التي تمت مقارنتهم بها. وفي عام 1925 حصل ترمان على
التفصيلات التالية عن الأطفال المتفوقين:
ـ يمتلك الأطفال المتفوقون وزناً أكبر من غيرهم عند الولادة.
ـ إنهم ينظفون بشكل مبكر أكثر من غيرهم (يتعلمون ضبط الإخراج والإطراح).
ـ إنهم حذرون.
ـ إنهم أفضل من المتوسط من الناحية الغذائية.
ـ إنهم أطول وأثقل وأقوى في قبضة أيديهم وأكتافهم، ومتفوقون في قدراتهم
الحركية وأقل إصابة بعيوب السمع، والتنفس الفمي وأقل إصابة بالتأتأة...
2 ـ نمو الصفات العقلية:
[size=21][size=16]تكشف الدراسات العلمية أن الأطفال
المتفوقين يحققون نمواً أفضل من بقية الأطفال في جميع المجالات. فتعلمهم
للكلام والمشي والقراءة يكون مبكراً بشكل متميز، وإنهم موهوبون بعدد من
الخصائص في شخصيتهم وذكائهم. فلقد بينت دراسات الحالة للأطفال المتفوقين
عقلياً أنهم يمتلكون معايير ومعدلات تحصيل أرفع من الأطفال العاديين، وأن
استجاباتهم تكون أسرع، وأن تقدمهم يكون أوضح من الأطفال العاديين أيضاً،
وأن نشاطاتهم في الصفوف واسعة ومتنوعة وأن اهتماماتهم أكثر تنوعاً أيضاً
من بقية الأطفال.
لقد ذكر كيرك أن الأطفال المتفوقين عقلياً يكونون أكثر اهتماماً
بالموضوعات المجردة كالأدب والحوار... الخ وأقل اهتماماً بالموضوعات
الإجرائية مثل التدريب اليدوي. كما وجد أنهم ليسوا اجتماعيين إلى حد ما.
وتكشف الأبحاث أن معظم الأطفال المتفوقين يقعون في الربيع الأدنى في
المساحة الاجتماعية للاهتمام باللعب إذا تمت مقارنتهم بالأطفال العاديين.
وقد أثبت كيرك أيضاً أن الأطفال المتفوقين يصنفون فوق المتوسط في اختبارات
النضج الاجتماعي والطباع. وقد وجد أن معظم الأطفال المتفوقين مدركين
لمواهبهم والاستفادة منها. كما أن عملياتهم العقلية غنية جداً، فهم
يكوّنون أفكاراً إبداعية بسهولة، وهم قادرون على اكتشاف الفجوات والثغور
في المشكلات وعلى ملئها بالعناصر المفقودة بشكل ذكي.